منتدى التلاميذ المبدعين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وقفة مع الموسيقى

اذهب الى الأسفل

وقفة مع الموسيقى Empty وقفة مع الموسيقى

مُساهمة  AyouB-3/1 الأربعاء أكتوبر 01, 2008 6:43 am

هل الموسيقى حلال أم حرام :

أولا و قبل أن نتطرق إلى الجواب عن السؤال

أود أن أبين بعض المفاهيم التي نقرأها يوميا و نستعملها يوميا و لا نستطيع أن نعيها و نمر عليها مرور الكرام

باختصار شديد الحلال هو الذي أمرنا ربنا جل و علا أن نقوم به و أن نقيمه في حياتنا اليومية

و الحرام هو الذي نهانا عنه الله سبحانه و تعالى أن نقوم به

و الحلال يؤدي للجنة و الحرام يؤدي إلى النار

و الله إن هذا الموضوع في غاية الأهمية, فمن عمل بما فيه من نصائح و اجتنب نواهيه فقد نجا من النار بإذن الله سبحانه و تعالى و الله أعلم بالقلوب و أحوالها و إنما الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى

و لكن هذه النية لا تصلح إلا بصلاح الأعمال

المهم أترككم مع الإجابة عن السؤال:

قد ثبت في السنة تحريم آلات المعازف في جملة من الأحاديث الصحيحة منها قوله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» رواه البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم‚ وقد رد العلماء على ابن حزم في تضعيفه لهذا الحديث‚

ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: « صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نغمة‚ ورنة عند مصيبة» رواه البزار بسند حسن‚

وقوله صلى الله عليه وسلم: « إني لم أنه عن البكاء‚ ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان‚ وصوت عند مصيبة‚ لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان»‚رواه الحاكم والبيهقي وابن أبي الدنيا‚ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: « إن الله حرم علي -أو حرم- الخمر والميسر والكوبة‚ وكل مسكر حرام» رواه أبو داود وأحمد والبيهقي‚ وسنده صحيح‚ والكوبة: الطبل‚

وقد انعقد إجماع العلماء قديماً على تحريم استعمال آلات اللهو والمعازف إلا الدف‚ وممن حكى هذا الإجماع أبو الطيب الطبري والقرطبي وابن رجب وابن الصلاح وابن حجر الهيثمي وغيرهم‚

وللعلماء في هذه المسألة مصنفات مشهورة منها: كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع لابن حجر الهيثمي‚ ومنها إغاثة اللهفان لابن القيم‚ وله رسالة مستقلة في حكم الغناء‚ ولابن رجب رسالة في ذلك‚ ومن أراد الوقوف على الأحاديث القاضية بتحريم المعازف وتخريجها وتفصيل الكلام عليها فلينظر كتاب: « تحريم آلات الطرب» للشيخ الألباني رحمه الله‚

ونصيحتنا أن يتوب العامل بهذه الأمور إلى الله تعالى ويستغفره مما بدر في كلامه الموحي بعدم التسليم للسنة والانقياد لها‚ والاكتفاء بالقرآن الكريم في تحريم المحرمات‚ وليحذر أن يكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته‚ يأتيه الأمر من أمري‚ مما أمرت به‚ أو نهيت عنه‚ فيقول: لا أدري‚ ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه» رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث أبي رافع رضي الله عنه‚

وفي لفظ لأحمد والترمذي وابن ماجه: «ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله»‚ على أن من أهل العلم من استنبط تحريم استماع اللهو من كتاب الله تعالى‚ لكن ما جاء في السنة أصرح وأظهر‚

ولو قال قائل: إن التحريم الصريح للمعازف موجود في كتاب الله لكان صادقاً لما ثبت في الصحيحين - وهذا لفظ مسلم - من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله»‚ فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن‚ فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله‚ فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله‚ فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته‚ فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه‚ قال الله عز وجل: «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» الحديث

والحكمة من تحريم الموسيقى:

1 –أنها مِزمَار الشيطان ، وهي صوته الذي يُغوي به بني آدم ، قال تعالى : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) .
مجاهد : باللهو والغناء ، أي : اسْتَخِفُّهم بذلك .
قال القرطبي : في الآية ما يَدُلّ على تحريم المزامير والغناء واللهو ، لقوله : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ) .


2 –أنها تَصُدّ عن ذِكْر الله ، فلا يَجْتَمِع كلام الرحمن وكلام الشيطان في قَلْبٍ بحيث يَنْتَفِع به صاحبه .
قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) .
ولاحِظ الترابط بين اتِّخاذ اللهو – وهو الغناء – وبين الصَّدّ عن سبيل الله وأنَّ صاحبه لا يتأثَّر بِكلام الله تبارك وتعالى .
ولذا قال ابن القيم :
حُبّ الكِتاب وحُبّ ألْحَان الغناء *** في قلب عَبْد لا يَجْتَمِعانِ
وليس المقصود أنه لا يُوجَد مَن يقرأ القرآن وهو يَستمع إلى الغِناء ، بل يُوجَد ولكنه لا ينتفع به .

3 – أن الغناء رُقيَة الزِّنا ، كما قال غير واحد مِن السَّلف .
أي أنه يَدْعو إلى ذلك .
وهذا صحيح . فهل رأيت مُطرِبا يَدعو إلى فضيلة ؟!

4 – أنَّ الغناء يُنْبِت النِّفاق في القلب ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه
قال ابن القيم رحمه الله : فالغناء يُفْسِد القلب ، وإذا فَسَد القلب هَـاج في النفاق . اهـ .
ولابن القيم كلام جميل حول هذه المسألة ، فانْظُره في كتابه : " إغاثة اللهفان " .

5 – ما يُحْدِثه الغناء مِن نَشْوَة وطَرَب ، وقد أثْبَتَتْ دِراسات علمية تأثير الغناء على السائقين !
كَما أثْبَتَت دِراسات علمية أيضا تأثير القرآن في جَلْب السَّكِينَة ، وكانت تجارب أُجْرِيَتْ على مسلمين وكُفَّار أثْبَتَتْ ذلك !

6 – ما يُحْدِثه الغناء مِن قَسْوة في القلب ، وقد اسْتَعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مِن قَلْب لا يَخْشَع . كما في صحيح مسلم .
قال الضحاك : الغناء مَفسدة للقلب مَسخطة للرَّب .

ولا يجوز استماع الموسيقى سواء كانت مع غناء وطَرَب ، أو تَخلل الأخبار ، أو البرامج الأخرى .

وسُئل شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله هذا السؤال :
ما حكم استماع بعض البرامج المفيدة كأقوال الصحف ونحوها التي تتخللها الموسيقى ؟
فأجاب رحمه الله :
لا حرج في استماعها والاستفادة منها مع قفل المذياع عند بدء الموسيقى حتى تنتهي ، لأن الموسيقى مِن جملة آلات اللهو ، يَسَّر الله تركها والعافية مِن شرها .

وسُئل أيضا :
هل سماع ومشاهدة الأغاني بالراديو أو التلفزيون حرام في الإسلام في بعض الأوقات من ليل أو نهار أفيدونا أفادكم الله ؟
فأجاب رحمه الله :
نعم سماع الأغاني والملاهي حرام في الإسلام كما قال الله عز وجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) الآية ، ولَهْو الحديث قال أكثر العلماء : إنه الغناء ، ويُضَاف إليه أيضا أصوات الملاهي كالطنبور والعود والكمان وشِبه ذلك ، فهذه كلها تَصُدّ عن سبيل الله ، وتُقَسِّي القلوب وتُنَفِّرها من سماع القرآن الكريم ، وقد أخبرنا الرب عز وجل أن ذلك من أسباب الضلال والإضلال ومِن أسباب الاستكبار والبعد عن سماع كتاب الله ، فالقلب إذا اعتاد سماع الأغاني ومشاهدة المغنين فإنه يقسو بذلك وتصده عن الحق إلا من رحم الله ، كما أنها تشغله عن طاعة الله ورسوله وعن سماع القرآن والمواعظ ، حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن الغناء يُنْبِت النفاق في القلب كما يُنْبِت الماء الزرع .

و أخيرا بعد كل هذه الدلائل أقول أن الموسيقى حرام بإجماع أهل العلم إلا أن هناك خلط يقع في عقول الناس فهناك من يقول إن الموسيقى الدينية حلال لأن فيها أمداح للرسول صلى الله عليه و سلم و فيها ذكر الله سبحانه و تعالى...إلخ

و الله لو كانت هذه الطريقة ناجحة في عبادة الله تعالى لأمرنا بها الله في كتابه, و رسوله في سنته, و بالنسبة إلى ذكر الله ألا يكفي أن نذكره فيما أمرنا هو بقراءة القرآن الكريم؟؟ و كما علمنا رسوله بلزوم الإستغفار و الذكر و التسبيح؟؟ و بالنسبة إلى الرسول صلى الله عليه و سلم: إن خير ما نمدحه به هو الصلاة عليه صلى الله عليه و سلم

و هناك من يقول إن الموسيقى تنسيني الهموم و الأحزان و تريح قلبي, أقول له " ألا بذكر الله تطمئن القلوب"

أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أن العزيمة الإرادة و التوكل على الله تعالى يساعد كثيرا على الإبتعاد عن الموسيقى و إذا تقبل الإنسان أن الموسيقى على أنها حرام و أنها سيدخل النار إلى الأبد بسببها سيبتعد عنها بكل تأكيد...

AyouB-3/1

المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 09/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى